كيف أتعامل مع ابني المراهق؟

أصبح التعامل مع الأولاد في فترة المراهقة في السنوات الأخيرة أمرًا صعبًا، خاصةً مع وجود صفحات التواصل الاجتماعي التي جعلت معظم المراهقين يقضون غالبية الوقت في غرفهم على الإنترنت، الأمر الذي يرتبط بزيادة معدلات الاكتئاب، والسلوك العدواني، وغيرها من المشكلات النفسية والسلوكية، وإذا كنتِ تتساءلين كيف أتعامل مع ابني المراهق؟ سنجيبك فيما يلي.

كيف أتعامل مع ابني المراهق؟

سُميت المراهقة بهذا الاسم لأنها بالفعل مرهقة لكل من الآباء والأبناء، فأكثر ما يعاني منه الأباء هو عدم قدرتهم على التعامل مع أبنائهم في هذه المرحلة، والتي يتسم فيها الأبناء بالتمرد والرغبة في كسر القواعد.

على الجهة الأخرى يشعر المراهق أنه يتحدث لغة غير مفهومة ولا يستطيع التواصل مع والديه فيميل للعزلة أو القيام بأشياء مجنونة يجذب بها الانتباه إليه:

  • ضعي حدودًا: قبل أن تحاسبي أولادك على تصرف أو سلوك معين يجب أن تضعي حدودًا وقواعدًا، وحاولي أن يشارككِ أولادك في وضع هذه الحدود حتى يشعروا أنها ليست شيئًا مفروض بقدر ما هي أُسس لتنظيم الحياة، ويجب أن تُطبق هذه القواعد على الجميع وليس على الأولاد فقط ليعرفوا أن الأمر نظام للأسرة ككل وليست أوامر هدفها السيطرة عليهم.
  • اتفقي على العواقب: بعد الاتفاق مع أولادك على الحدود التي يجب مراعاتها، يجب أن تحددي عواقب لمن لا يحترم الحدود الموضوعة وفقًا لأعمارهم، على أن تكون عواقب غير مهينة أو مجحفة، يمكن أن تشمل هذه العواقب الحرمان من السيارة أو الهاتف أو عدم الخروج لفترة محددة، ويجب عند تنفيذ العقوبة التفاهم مع ابنك أو ابنتك بهدوء وبأسلوب حكيم دون أن يتحول الأمر لمعركة بينكما، فحاولي إظهار تعاطفك واحتوائك، وأن الأمر ليس شخصي ولكنه نظام عام تم تجاوزه وبالتالي هناك عقوبة لذلك.
  • تواصلي بطريقة مناسبة: قد لا يطيق المراهق صبرًا على الجلوس والتحدث لساعات معكِ أو أن يتقبل النصائح الطويلة، لذا من المهم أن تفهمي شخصية أولادك وتتواصلي معهم بالطريقة التي تناسبهم، وفي العموم اجعلي عباراتك قصيرة، وتواصلي بصريًا معهم، واستمعي لهم بشكل يُبدي اهتمامك، وإذا لم يرغبوا في الحديث عليكِ احترام ذلك.
  • احترمي خصوصيتهم: حتى لو شعرتِ أن ابنك يقوم بتصرف أو سلوك سيء، فاحترمي خصوصيته، لا تقتحمي غرفته دون استئذان أو تبحثي في هاتفه أو على حاسوبه، فكل هذه الطرق قد تأتي بنتائج عكسية، بدلًا من ذلك حاولي التحدث والتواصل معه وإذا تأكدتِ بالفعل انه يقوم بسلوك سيء قد يعرضه لخطر، هنا يجب أخذ موقف ومواجهته ومنعه عنه إذا ما لزم الأمر.
  • امنحيهم بعض الوقت: في الوقت الذي قد تريدين التحدث مع ابنك المراهق، قد يرفض هو الأمر ولا بأس من أن تمنحيه بعض الوقت ليفكر في الأمر، ويكون قادرًا على الحديث معكِ واخبريه أنكِ ستكونين بانتظاره عندما يريد التحدث.

كيف أتعامل مع ابني المراهق العصبي؟

العصبية من السلوكيات الشائعة لدى المراهقين. وفقًا للمعهد الوطني للصحة العقلية يعاني ما يقرب من ثلث المراهقين تقريبًا من العصبية بدرجات مختلفة.

من المهم عزيزتي أن تعي أن العصبية ليست سلوكًا يحتاج إلى عقاب بقدر ما يتطلب منك وعيًا وقدرة على احتواء ابنك، إليكِ عزيزتي بعض النصائح للتعامل مع ابنك المراهق العصبي:

  • ساعديه على تنظيم تنفسه: يساعد تنظيم التنفس على التخلص من التوتر. اطلبي منه أخذ نفس بطيء عبر أنفه مدة أربع ثوان، والاحتفاظ به مدة ٦ ثوانِ، ثم إطلاق الزفير وتكرار الأمر عدة مرات حتى تهدأ نوبة عصبيته.
  • تحدثي معه بنبرة صوت هادئة: عصبيتك لن تحل المشكلة وستزيد الأمر سوءًا، حافظي على هدوئك واسأليه عما يعصبه، وإذا رفض الإجابة، امنحيه بعض الوقت، ثم عاودي الحديث معه مرة أخرى.
  • مارسي معه تمارين الاسترخاء: تساعد بعض التقنيات على تهدئة ابنك في أثناء نوبة الهياج، على سبيل المثال: اطلبي منه العد بطريقة عكسية بدءًا من 20 حتى صفر، يساعد ذلك على تقليل توتره واستعادة هدوئه.
  • اخرجي معه: بعد أن ينتهي ابنك من نوبة عصبيته لا تناقشيه عن أي شيء، فقط اطلبي منه أن يستعد لتخرجا سويًا، اذهبا للتمشية أو إلى النادي ولا تتحدثي عن شيء، فقط استمتعا بالأجواء وربما يفاجئك ويتحدث من تلقاء نفسه عما يثير أعصابه أو على الأقل سيهدأ كثيرًا وسيقدر وجودك جانبه.
  • كوني صديقة لأبنائك: نعلم أنكِ أم في النهاية، ولكن لن يقلل من احترام أبنائك لكِ إذا شعروا أنكِ صديقة لهم، وأن بإمكانهم التحدث معكِ عن أي مشكلة دون خوف، يمكنك احتواء أبنائك، واحترام وجهة نظرهم، ومشاركتهم هواياتهم، حتى تجدي منطقة مشتركة للتواصل بينكما.
  • الجئي للاستشارة النفسية: في بعض الأحيان قد يخرج الأمر عن السيطرة ولن تجدي محاولاتك وقتها نفعًا، لذا وقبل أن تصل مشكلات ابنك لهذه المرحلة، يمكنكِ اللجوء لطبيب نفسي واستشارته حول الطريقة المثالية والخطوات الصحيحة للتعامل مع ولدك المراهق، وقد يحتاج الأمر لحضور استشارات جماعية لكل أفراد الأسرة.

كيف أتعامل مع ابني المراهق العصبي؟

كيف أتعامل مع ابني المراهق والعادة السرية؟

تزداد الرغبة الجنسية مع دخول ابنك مرحلة البلوغ إذ تزداد مستويات الهرمونات، الأمر الذي قد يدفعه لاستكشاف جسمه، وممارسة العادة السرية، وإذا حدث ووجدتِ ابنك يمارسها أو اكتشفتِ ذلك صدفةً، فاحذري عزيزتي من التصرف بانفعال أو اللوم عليه وإشعاره بالخزي.
بدلًا من ذلك، إليكِ بعض النصائح للتعامل مع الأمر:

  • لا تحكمي عليه: الشيء الأكثر أهمية هو عدم الحكم على طفلك على الإطلاق، فبلوغه وممارسة العادة السرية هو تطور طبيعي للنمو. تعاملي معه بطريقة مباشرة وناقشيه أنكِ تتفهمين جيدًا ما يمر به، واشرحي له الأمر بطريقة علمية حتى لا يشعر بالخجل الأمر الذي قد يربط فكرة ممارسة الجنس لديه بالخزي أو العار.
  • ثقفيه عن النظافة الشخصية: من المهم التحدث مع طفلك عن النظافة الشخصية، وكيفية الحفاظ على نظافته بعد الاحتلام، وأهمية ذلك لصحته.
  • أخبريه عن إدمان العادة السرية: حتى لو لم يتمكن طفلك من التوقف عن العادة السرية، فمن المهم أن يمارسها باعتدال وليس بشكل مفرط، وأن ذلك قد يتحول إلى سلوك إدماني قد يمنعه عن التمتع بالحياة الجنسية الطبيعية مع زوجته فيما بعد.
  • أعطيه كتابًا أو اجعليه يتحدث مع متخصص: إذا كنتِ تشعرين بالحرج حول التحدث مع طفلك، أو ليس لديكِ المعلومات الكافية عن التعامل مع الأمر، أو الإجابة عن تساؤلاته، فيمكنك منحه كتابًا مناسبًا، أو اصطحابه إلى استشاري نفسي للتحدث معه بشكل احترافي.
    حدثيه عن الجوانب السلبية للعادة السرية: بدءًا من هذه النقطة، سوف يكتشف ابنك حياته الجنسية، والأشياء التي تسعده، وهذا أيضًا يفتح له المجال بأكمله لاستكشاف المواقع الإباحية، ويمكن أن ينحدر أيضًا لسلوكيات وعلاقات محرمة، لذا فإن كيفية التعامل مع هذا الموقف أمر مهم، حدثيه دائمًا أن العادة السرية قد تمنحه متعة مؤقتة لكنها ستجعل تفكيره يرتكز على الجنس وقد تدفعه لإهمال دراسته وجوانب حياته الأخرى.
  • شجعيه على ممارسة الرياضة: الرياضة جزء مهم من حياة أي مراهق، وفوائد الرياضة لا تُحصى. شجعي طفلك على ممارسة رياضة لإفراغ طاقته الزائدة، كما أن شعوره بالنجاح في أمر ما سيساعده على الانشغال بأشياء أخرى وعدم التركيز على الأمور الجنسية.

في الختام، نأمل أن نكون أجبنا عن تساؤلك “كيف أتعامل مع ابني المراهق؟” وتساعدكِ النصائح التي ذكرناها على تجاوز مرحلة المراهقة بأمان دون ترك أثر سلبي في نفسية طفلك أو ذكرى سيئة تظل معه دائمًا، واعلمي عزيزتي أن لا شيء قد يجعل ابنك المراهق يستمع لكِ ويمنحكِ ثقته أكثر من الحب والاحترام والاحتواء.

ما هي المشاكل النفسية التي تواجه المراهقين؟

يواجه المراهقون عديدًا من المشكلات النفسية مثل عدم الثقة بالنفس والتي قد تحدث نتيجة التغيرات الجسدية التي قد يواجهها المراهق في هذه الفترة، إلى جانب اضطرابات القلق، والاكتئاب، والسلوك العدواني، ومخاطر الإدمان على العادة السرية والمواد الإباحية أو حتى المواد المخدرة.

متى ينتهي سن المراهقة للأولاد؟

عادةً ما تبدأ فترة المراهقة في عمر 13 عامًا عند الذكور، وتنتهي في عمر 21 عامًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top