ما هي علامات إدمان التسوق؟

من منا تستطيع مقاومة ذلك الشعور بالسعادة الذي يغمرنا بعد التسوق؟ أو التمتع بملأ عربة التسوق سواء في السوبر الماركت أو على الإنترنت، الرغبة في الشراء والشعور بالسعادة بعد التسوق أمر طبيعي تمامًا، ولكن في بعض الأحيان تصبح الرغبة في الشراء حاجة ملحّة أقرب لهوس، فتقومين بشراء أشياء عديدة ربما لا تحتاجين معظمها ثم تشعرين بالندم بعدها، ولكن سرعان ما تكرري الأمر مرة أخرى، ولا تتمكنين من التوقف، وإذا كنتِ عزيزتي محبة للشراء، فإليكِ علامات إدمان التسوق والتي تخبركِ أن الأمر تحول لهوس وأن ربما عليكِ التوقف الآن.

ما هو إدمان التسوق؟

قد يبدو الأمر بسيطًا للوهلة الأولى، فما الضرر من شراء غرض والشعور بالسعادة بعده، ولكن عندما تفقدين السيطرة ويتحول الأمر لهوس بالشراء، وتسوق أشياء لا حاجة لكِ بها، فهنا يجب مراجعة أمورك عزيزتي ومحاولة الإمساك بزمام الأمور.

هوس التسوق سلوك إدماني خطير، وفيه قد تشعرين برغبة شديدة في التسوق وإنفاق الأموال بطريقة قهرية، لذا يُعرف أيضًا بـ “إدمان التسوق القهري”. مثل العديد من أشكال الإدمان الأخرى، يجعلك إدمان التسوق تشعرين بنشوة كبيرة فور إجراء عملية الشراء، بسبب إطلاق مادة الدوبامين في الجسم وهي المادة التي تُحفز الشعور بالسعادة والمتعة، وبالتالي، فإن مشاعر الإثارة والنشوة التي يشعر بها مدمنو التسوق قد تحاكي تأثيرات النشوة التي تسببها المخدرات، ويصبح التسوق بمثابة الحل الأسهل لمقاومة الشعور بالاكتئاب أو لإفراغ الغضب أو لسد الفراغ العاطفي.

تزداد معدلات إدمان التسوق لدى النساء بصفة خاصة، وفيما يلي نقدم لكِ عزيزتي أهم العلامات التي قد تشير إلى إدمانك للتسوق.إدمان التسوق

ما هي علامات إدمان التسوق؟

بعض السلوكيات التي قد تلاحظينها على نفسك، أو يلاحظها المقربون لكِ عزيزتي، قد تخبركِ أن رغبتك في الشراء ليست لسد احتياجاتك الشخصية، وإنما هي سلوك قهري أو إدمان، وهذه العلامات تشمل:

  • تكدس خزانتكِ بالأغراض الجديدة: إذا كانت خزانتكِ ممتلئة بأغراض جديدة تمامًا، أو يُوجد بها قطع ملابس أو أحذية أو اكسسوارات جديدة اشتريتيها في مواسم سابقة ولم تستخدميها بعد، فقد يشير الأمر إلى أنكِ عزيزتي تشترين من أجل الرغبة في الشراء نفسها، وليس من أجل شراء أغراض أنتِ في حاجة لها بالفعل.
  • شراء أشياء لا تحتاجينها: عملية التسوق الطبيعية هي شراء الأشياء التي تحتاجين لها، أما إذا كانت رغبتكِ في الشراء لا تتوقف عند شراء ما تحتاجينه، فتشعرين بهوس تجميع الأحذية والحقائب الجديدة، أو شراء أغراض لم تكن في قائمة مشترياتك، ولا تعلمين إذا كنتِ ستستخدمينها في المستقبل أم لا، فهذا يعني أنكِ ربما لديكِ هوس التسوق.
  • التسوق لعلاج المشاعر السلبية: بعضنا يواجه أعراض الاكتئاب أو مشاعر الإحباط بعدة طرق مثل تناول الطعام، أو النوم المفرط وغيرها من السلوكيات غير الصحية، وتلجأ نسبة كبيرة من النساء للتسوق كمحاولة لملء الفراغ العاطفي أو الشعور بالوحدة، أو عند الشعور بفقدان السيطرة على الأمور أو عدم الثقة بالنفس، وعادةً ما يعاني مدمنو التسوق أيضًا من اضطرابات المزاج، أو اضطرابات الشهية، وغيرها من الاضطرابات الأخرى.
  • الشعور بإثارة شديدة عند التسوق: مثلما هو الحال مع سلوكيات الإدمان الأخرى، يشعر مدمنو التسوق بنشوة عارمة أو اندفاع الدوبامين بمجرد الشراء، ويفسر الأطباء الفرق بين هذا الشعور، والشعور بالسعادة الطبيعي أن مدمني التسوق يشعرون بالإثارة لمجرد عملية الشراء وإنفاق الأموال، وليس لابتياع غرض معين، وأنهم يكررون الأمر ليختبروا هذا الشعور بالمتعة مجددًا.
  • الشعور بالندم بعد التسوق: مدمنو التسوق قد يشعرون بالندم بعد عملية الشراء، ولا يقتصر الأمر على الأغراض باهظة الثمن، ولكن يشعرون بالندم بعد أي عملية شراء، ومع ذلك فعادةً ما يبررون رغبتهم في الشراء إما لحصولهم على السلعة بسعر مخفض، أو لأنها آخر قطعة في المتجر وعدد من التبريرات الأخرى التي تجعلهم يكررون الشراء دون شعور بالندم.
  • الشعور بالقلق عند عدم التسوق: مع إدمان التسوق يصبح الشراء رغبة ملحة لا يمكن التوقف عنها، فتشعرين في اليوم الذي لا تتسوقين فيه بأن هناك شيء ينقصكِ وكأنها أعراض انسحاب، وقد تدفعكِ رغبتك في التسوق لمتابعة مواقع التسوق عبر الإنترنت لساعات طويلة، وشراء أي شيء لمجرد أن يتوقف ذلك الشعور داخلك.
  • عدم وجود خطة شراء معينة: إذا كنتِ تحاولين تقنين مشترياتك أو الالتزام بخطة شرائية محددة، فقد تفشلين في الأمر، وقد يؤثر الأمر كثيرًا في ميزانيتكِ وتتجاوز مصروفاتك الحد المسموح، بل وقد تتعرضين لأزمات مادية أو الاستدانة لإشباع رغبتكِ في الشراء.
  • عدم الاهتمام بالهوايات والأنشطة الأخرى: عادةً ما يفقد مدمنو التسوق الرغبة في ممارسة أي هوايات أو أنشطة جديدة، ويكتفون بالتسوق والتفكير في الأغراض التي يمكنهم اقتنائها والشعور بالمتعة الذي يلي عملية التسوق، وعادةً ما يبحث مدمنو التسوق عن أصدقاء يشاركونهم نفس الهوس لتجنُب الشعور بالندم لأن هناك من يشاركهم هواية التسوق، أو قد يلجؤون للعزلة الاجتماعية حتى لا يواجههم أحد بسلوكهم القهري في الشراء وإنفاق الأموال.

كيفية علاج إدمان التسوق

قد يبدو هوس الشراء أمرًا لا يحتاج للعلاج، لكنه مثل بقية أنواع الإدمان يحتاج لعلاج وسيطرة عليه، وقد تساعدكِ النصائح التالية على التحكم في رغبتك الشرائية:

  • حددي السبب وراء إدمانك للتسوق: حاولي عزيزتي معرفة ما يحفز رغبة الشراء لديكِ، هل هو الملل أم الغضب أم شعورك بالفراغ أم شعور بالذنب، في كل مرة تتسوقين فيه سجلي الشعور السابق للتسوق لمعرفة ما يحفز رغبتك الشرائية. هل تتسوقين لأنكِ مكتئبة أم لأنك تشعرين بنشوة وسعادة مع الشراء.
  • تأكدي أنك بالفعل تحتاجين ما تتسوقينه: تأكدي قبل أي عملية شراء إذا ما كنتِ بالفعل تحتاجين للأغراض التي تقومين بشرائها، ولا تفعلين ذلك لمجرد إرضاء رغبتكِ في الشراء، على سبيل المثال لا تشترِ حقيبة جديدة إذا كنتِ تمتلكين حقائب أخرى بالفعل إلا في الضرورة.
    استبدلي التسوق بهواية مفيدة: استبدلي الإدمان السلبي بآخر إيجابي. اكتشفي ما هو أكثر أهمية من التسوق والأشياء التي تقدرينها في الحياة مثل العائلة والأصدقاء والعمل وغيرها. جربي الجلوس مع أفراد أسرتكِ كلما دفعتكِ رغبتكِ للشراء، أو مارسي الرياضة إذا شعرتِ باكتئاب أو ملل.
  • ابتعدي عن المغريات: حاولي تجنب النزول لمتاجر الملابس في أوقات التصفيات والعروض، كذلك تجنبي تصفح مواقع التسوق الإلكتروني أو جروبات التسوق حتى لا يغريكِ الأمر بالشراء.
  • احصلي على الدعم النفسي: إذا كانت رغبتكِ في الشراء لا يمكن السيطرة عليها فلا تترددي عزيزتي في طلب الاستشارة النفسية من متخصص فإدمان التسوق لا يقل خطورة عن أنواع الإدمان الأخرى.

شاهدي في الفيديو: أسباب إدمان التسوق وطرق التخلص منه

ما هي سلبيات إدمان التسوق؟

قد تتساءلين ما الضرر من شراء أغراض والشعور بمتعة وسعادة لذلك والحقيقة أن الأمر أكبر من ذلك وقد يكون له عواقب وخيمة وسلبيات متعددة ومنها:

  • عدم القدرة على الإدخار: من المهم أن تدخري من ميزانيتك بشكل شهري مبلغًا من المال للطوارئ أو للمستقبل ولكن قد تدفعكِ رغبتك المستمرة في الشراء في إنفاق مزيدًا من المال وبالتالي لن تتمكني من الإدخار.
  • التداين: مع الإنفاق المستمر ربما تختل ميزانتيكِ وتضطرين للتداين لشراء المزيد ولإشباع رغبتكِ في الشراء.
  • تضييع الوقت: الأمر لا يقتصر على الإنفاق، ولكن قد يجعلكِ التسوق تهدرين وقتكِ على سواء عند زيارة المحلات التجارية، أو بسبب قضاء ساعات في التصفح على الإنترنت.
  • تكدس الأغراض في منزلك: مع الوقت ومع استمرارك في الشراء قد تفاجئين أن خزانة ملابسك لم تعد تسع كل أغراضك فتتحول غرفتكِ لفوضى خاصةً إذا كنتِ تحتفظين بكل الأشياء ولا تتخلين عن أي منها.

في النهاية فإن التسوق من الأمور الممتعة ولا شيء يضاهي الشعور بالسعادة عند شراء غرض جديد، ولكن التسوق الصحي هو الذي يعتمد على سد احتياجاتك الأساسية أو حتى الأغراض الكمالية والترفيهية دون أن يؤثر في ميزانيتك أو يتحول إلى هوس، لذا إذا كنتِ تعانين من علامات إدمان التسوق التي ذكرناها، يجب استشارة اختصاصي قبل أن يتحول الأمر لمشكلة يصعب السيطرة عليها.

المصدر1

المصدر2

هل يغير التسوق المزاج؟

نعم يساعد التسوق على تغيير الحالة المزاجية والشعور بمتعة حتى لو لفترة مؤقتة، ومع ذلك لا يجب الانسياق وراء هذه المشاعر وتحويل الأمر لهوس شراء للشعور بمتعة مستمرة أو لمواجهة شعور الاكتئاب

لماذا المرأة تحب التسوق أكثر من الرجل؟

لأن المرأة بطبعها تحب التأنق، وتنسيق الملابس وإظهار أناقتها بينما يميل معظم الرجال للبساطة وشراء الأغراض العملية التي يحتاجونها فقط، كذلك فإن احتياجات المرأة أكثر فلا يقتصر الأمر على الملابس ولكن منتجات العناية الشخصية والعناية بالشعر والبشرة وغيرها، هذا فضلًا أن المرأة تجد متعة في عملية التسوق بينما يتسوق الرجل من أجل شراء أغراضه فقط ولا يجد في الأمر متعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top