ما هي أعراض تسمم الحمل؟ وكيفية الوقاية من الارتعاج؟

يعتقد البعض أن الفترة الأكثر خطورة في الحمل هي الشهور الأولى فقط، ومع ذلك، فإنه حتى الشهور الأخيرة منه قد تتضمن بعض المضاعفات التي تهدد استمرارية الحمل، وعلى رأس هذه المضاعفات تسمم الحمل، وهي حالة خطيرة يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على صحة الأم والجنين، وإذا كنتِ سمعتِ عن هذه الحالة من قبل أو أخبركِ الطبيب أنكِ ربما تعانين من أعراض تسمم الحمل أو مقدماته، فإليكِ بعض المعلومات عن هذه الحالة وكيفية الوقاية منها.

ما هو تسمم الحمل ومتى يحدث؟

تسمم الحمل، هو حالة صحية تحدث خلال فترة الحمل وتشمل مجموعة من الأعراض والمشكلات التي يمكن أن تؤثر في الحامل وجنينها.

يمكن أن يحدث تسمم الحمل في أي وقت خلال الحمل، ولكن غالبًا ما يبدأ في الشهور الأخيرة من الحمل، على وجه الخصوص في الثلث الثالث، ومع ذلك يمكن أن يحدث في أي وقت خلال فترة الحمل وتتفاوت في شدتها.

تسمم الحمل هو ارتفاع ضغط الدم المستمر الذي يحدث في أثناء الحمل أو فترة ما بعد الولادة (بين الأسبوع العشرين من الحمل ونهاية الأسبوع الأول بعد الولادة)، والذي يكون مصحوبًا بتورم في الأطراف أو ارتفاع مستويات الألبومين (الزلال) في البول.

في الحالات الشديدة من تسمم الحمل قد يكون مصحوبًا بنوبات تشنج أو غيبوبة أو مشكلات في الكلى أو الكبد، أو السوائل في الرئتين.

قد يكون تسمم الحمل خطيرًا ويتطلب متابعة طبية دقيقة. إذا كنتِ تشعرين بأي من أعراض تسمم الحمل، يجب عليك التحدث مع طبيبك على الفور لتقديم الرعاية والمشورة اللازمة. في بعض الحالات الخطيرة، قد يكون من الضروري إجراء ولادة مبكرة لحماية صحة الأم والجنين.

ما هي أعراض تسمم الحمل؟

تختلف أعراض تسمم الحمل من امرأة إلى أخرى، وقد تظهر في أي وقت خلال فترة الحمل. إليكِ بعض الأعراض الشائعة لتسمم الحمل:

  • ارتفاع ضغط الدم: قد يرتفع ضغط الدم في أثناء الحمل، ولكن استمرار ارتفاعه بشكل كبير من الأعراض الخطيرة والتي تشير إلى مقدمات الارتعاج أو تسمم الحمل.
  • تورم الأطراف: يصاحب تسمم الحمل تورم في الأقدام والكاحلين والأيدي. قد تشعر المرأة بأنها تعاني من انتفاخ ملحوظ في هذه المناطق خاصةً في القدمين مع الوقوق.
  • زيادة نسبة البروتين في البول: قد تظهر تغييرات في نتائج اختبارات البول، فترتفع نسبة البروتين (الألبومين) في البول.
  • صداع: عادةً ما يصاحب تسمم الحمل آلام في الرأس شديدة والدوار.
  • رؤية ضبابية أو مشكلات في الرؤية: قد يعاني بعض النساء من ضبابية في الرؤية أو مشكلات أخرى مثل رؤية ومض أو هالات من نور حول الأضواء أو زغللة.
  • غثيان وقيء: يمكن أن تصاحب هذه الأعراض تسمم الحمل، ولكن ليس من الضروري حدوثها.
  • ألم في البطن: قد تشعر المرأة بألم في منطقة البطن العليا، خصوصًا أسفل القفص الصدري.

إذا كنتِ تشكين في أن لديك تسمم الحمل أو تعاني من أي من هذه الأعراض، يجب عليك التواصل مع الطبيب فوراً. يمكن لتسمم الحمل أن يكون خطيرًا ويحتاج إلى رعاية طبية عاجلة. قد تحتاج إلى مراقبة دقيقة أو إلى إجراءات علاجية في المستشفى للحفاظ على صحتك وصحة جنينك.

ما هي أسباب تسمم الحمل؟

الأسباب الدقيقة لتسمم الحمل ليست معروفة بشكل كامل، ومع ذلك فقد يرتبط حدوثه بعدة أسباب.

إليكِ بعض العوامل المحتملة التي قد تلعب دورًا في حدوث تسمم الحمل:

  • ارتفاع ضغط الدم خلال الحمل: يُعد ارتفاع ضغط الدم خلال الحمل واحدًا من الأسباب الرئيسية لتسمم الحمل. قد يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى مشكلات في وظيفة الأوعية الدموية وتدفق الدم إلى الجنين والأم الحامل.
  • تعطل وظائف الكلى: تلعب الكليتان دورًا مهمًا في تنظيف السموم من الجسم. في حالة تعرض الكلى لأي ضرر أو تأثر في وظيفتها في أثناء الحمل، يمكن أن يزيد هذا من احتمال حدوث تسمم الحمل.
  • سوء التغذية: نقص البروتين في النظام الغذائي أو قلة السوائل يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على صحة الحامل وجنينها.
  • تاريخ سابق لتسمم الحمل: إذا كانت المرأة قد تعرضت لتسمم الحمل في حمل سابق، فإنها قد تكون أكثر عرضة لتطور هذه الحالة مرة أخرى في حملها الحالي.
  • مشكلات في النظام المناعي: بعض الاضطرابات في النظام المناعي يمكن أن تزيد من احتمال تسمم الحمل.
  • عوامل وراثية: تلعب العوامل الوراثية أيضًا دورًا في تحديد من هم أكثر عرضة لتطور تسمم الحمل.
  • العمر والوزن: كل من عمر الأم ووزنها قد يلعبان دورًا في زيادة أو تقليل احتمالية تسمم الحمل. تتزايد نسبة حدوث تسمم الحمل إذا حملت المرأة بعد 35 عامًا.

ما هو تسمم الحمل وأسبابه والأعراض ومضاعفاته كل تلك الأسئلة يوضحها لنا د. شريف عشوش

مدى خطورة تسمم الحمل

يمكن أن يكون تسمم الحمل حالة خطيرة وتتفاوت درجة خطورته اعتمادًا على شدة الأعراض، ومدى تأثيرها في صحة الأم والجنين، وإذا لم يتم التعامل مع الحالة في وقت مبكر وبشكل صحيح فإن تسمم الحمل يمكن أن يكون مهددًا لحياة الأم والجنين معًا.

فيما يلي بعض العوامل التي تجعل تسمم الحمل خطيرًا:

  • ارتفاع ضغط الدم: إذا لم يتم التحكم في ارتفاع ضغط الدم في أثناء الحمل، فإنه قد يتسبب في مشكلات خطيرة مثل تضيق الشرايين وانخفاض تدفق الدم إلى الجنين، ما يؤثر سلبًا على نمو الجنين وتطوره وقد يؤدي إلى انخفاض وزنه بعد الولادة.
  • تأثيرات على الكلى: يؤثر تسمم الحمل في وظيفة الكلى، ما يؤدي إلى تراكم السموم في الجسم وارتفاع نسبة البروتين في البول. هذا يمكن أن يكون خطيرًا إذا لم يُعالج بشكل مناسب.
  • الأعراض الشديدة: يرافق بعض الحالات من تسمم الحمل أعراض حادة مثل الصداع الشديد والرؤية الضبابية، والألم في البطن. هذه الأعراض يمكن أن تشير إلى تطور حالة خطيرة تحتاج إلى رعاية طبية فورية.
  • تأثيرات على الجنين: يؤثر تسمم الحمل في نمو وتطور الجنين. في الحالات الخطيرة، قد يتسبب في تأخر نموه وضعف وزنه عند الولادة أو ولادته المبكرة وغيرها من المشكلات صحية للجنين.

من المهم أن تتلقى المرأة الحامل الرعاية الطبية اللازمة إذا شُخصت بتسمم الحمل. في معظم الحالات، يمكن التعامل مع تسمم الحمل بنجاح من خلال المراقبة المنتظمة والإجراءات الطبية المناسبة.

تسمم الحمل
تسمم الحمل

ما هي أنواع تسمم الحمل؟

تُوجد عدة أنواع مختلفة من تسمم الحمل، وهذه الأنواع يمكن أن تظهر بشكل مستقل أو معًا في الوقت نفسه. إليكِ بعض الأنواع الرئيسية لتسمم الحمل:

  • تسمم الحمل الكلاسيكي: يشمل هذا النوع ارتفاع ضغط الدم خلال الحمل وارتفاع نسبة البروتين في البول، وقد يتسبب في مشكلات خطيرة للأم والجنين إذا لم يتم معالجته بشكل صحيح.
  • تسمم الحمل المبكر: يحدث هذا النوع في الأشهر الأولى من الحمل وقد يكون مرتبطًا بالأعراض المبكرة للحمل مثل الغثيان الشديد والقيء وألم المعدة.
  • تسمم الحمل المتأخر: يحدث هذا النوع في الثلث الثالث من الحمل وتشمل أعراضه ارتفاع ضغط الدم وتورم الأطراف وارتفاع نسبة البروتين في البول.
  • تسمم الحمل المفرط: يمكن أن يحدث هذا النوع عندما يزداد وزن الحامل بشكل غير عادي، وقد تصاحبه زيادة نسبة البروتين في البول، لذا من المهم مراقبة الزيادة في الوزن خلال الحمل.
  • تسمم الحمل المتكرر: يحدث هذا النوع عندما يكون لدى الحامل تاريخ سابق لتسمم الحمل في حمل سابق، فتزداد احتمالية حدوثه في الحمل الجديد.

قد يهمك أيضًا: هل السونار المهبلي يكشف الحمل قبل الدورة؟

ما هو علاج تسمم الحمل؟

يتطلب علاج تسمم الحمل الرعاية الفورية والمتابعة الطبية الدقيقة.

وتشمل الخطة العلاجية لتسمم الحمل ما يلي:

  • دخول المستشفى: يجب على المرأة الحامل المصابة بتسمم الحمل الاتصال بالطبيب والتوجه إلى المستشفى على الفور.
  • الراحة: أحد أهم الخطوات المهمة في خطة علاج تسمم الحمل، هي الراحة التامة، ويفضل دخول المرأة المستشفى، حتى تتمكن من الراحة في السرير، في أثناء مراقبة مستوى ضغط الدم ووظائف الكلى بانتظام والعلامات الحيوية لها وللجنين.
  • العلاج بالأدوية: قد يصف الطبيب أدوية لخفض ضغط الدم، للمساعدة على تحسين الضغط خاصةً إذا كان مرتفعًا للغاية.
  • تغيير النظام الغذائي: قد يساعد تغيير النظام الغذائي للحامل على تقليل أعراض تسمم الحمل، وتحسين الحالة. يُوصى بتقليل ملح الطعام وزيادة استهلاك السوائل للمرأة الحامل التي تعاني من تسمم الحمل.
  • مراقبة الجنين: يجب مراقبة صحة الجنين وعلاماته الحيوية بدقة لضمان عدم تأثير تسمم الحمل عليه.
  • الولادة المبكرة: في حالات تسمم الحمل الشديدة، قد يكون من الضروري اللجوء للولادة المبكرة للحفاظ على صحة الأم والجنين. يتحدد وقت الولادة بناءً على حالة المرأة والجنين واحتياجات العلاج.

كيف يمكن الوقاية من الارتعاج؟

يُعد تسمم الحمل حالة خطيرة، وعلى الرغم من أنه قد لا يمكن تجنبه بالكامل، فإن هناك بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها للوقاية منه:

  • مراجعة الطبيب بانتظام: ينبغي على الحوامل زيارة الطبيب بانتظام لمراقبة صحتهنّ وصحة الجنين. يمكن للطبيب تحديد أي عوامل خطر قد تزيد من احتمالية حدوث تسمم الحمل.
  • الحفاظ على وزن صحي: تساعد السيطرة على زيادة الوزن في أثناء الحمل والالتزام بنظام غذائي صحي على تقليل احتمالية حدوث تسمم الحمل.
  • شرب السوائل: يساعد الترطيب الجيد وشرب كميات كافية من الماء على الحفاظ على صحة الكلى وتقليل فرص حدوث تسمم الحمل.
  • الحد من الضغط النفسي: التوتر وضغط الحياة من العوامل مساهمة في تسمم الحمل. من المهم توفير جو مريح نفسيًا وجسديًا للحامل، وتقليل مصادر التوتر على قدر الإمكان.
  • تجنب التدخين: يزيد التدخين من احتمالية تطور تسمم الحمل، هذا فضلًا عن أضراره الأخرى للحامل والجنين.
  • متابعة الأوضاع الصحية: إذا كانت لديكِ حالات صحية مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم، يجب متابعتها بعناية طوال فترة الحمل واتباع توجيهات الطبيب.
  • تناول المكملات الغذائية: يجب تناول المكملات الغذائية المخصصة للحمل مثل حمض الفوليك للمساهمة في صحة الجنين ولكن تحت إشراف الطبيب.

ما هي مضاعفات الارتعاج أو تسمم الحمل؟

تسمم الحمل هو حالة خطيرة تتطلب عناية طبية فورية وعاجلة لأن مضاعفاته قد تهدد حياة الأم والجنين.

قد يؤدي تسمم الحمل للمضاعفات التالية:

  • ارتفاع ضغط الدم: تعد زيادة ضغط الدم واحدة من المضاعفات الرئيسية لتسمم الحمل، وإذا لم يتم التحكم فيها بشكل صحيح، فإنها يمكن أن تؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة مثل السكتة الدماغية والأزمات القلبية.
  • ضرر للكلى: يمكن أن يؤدي تسمم الحمل إلى تلف وظائف الكلى، ما يتسبب في ارتفاع مستويات البروتين والفضلات في الدم. في بعض الحالات الخطيرة، قد يحدث فشل كلوي.
  • انخفاض وزن الجنين: تسمم الحمل يمكن أن يؤدي إلى انقطاع تدفق الدم بمعدل طبيعي للجنين وبالتالي إلى نقص وزنه عند الولادة.
  • اضطرابات في سيولة الدم: تزيد بعض حالات تسمم الحمل من احتمالية تكوين جلطات دموية، ما يزيد من مخاطر الجلطات الدموية في الأوعية الدموية.
  • تأثير على الكبد: قد يؤدي تسمم الحمل إلى تلف الكبد أو ارتفاع مستويات الإنزيمات الكبدية في الدم.
  • ولادة مبكرة: في بعض الحالات الخطيرة من تسمم الحمل، يمكن أن يكون الحل الوحيد هو الولادة المبكرة لحماية صحة الأم والجنين.
  • مضاعفات نفسية: تسمم الحمل قد يؤدي إلى مضاعفات نفسية لدى المرأة الحامل بسبب الضغط النفسي والقلق الناجم عن المرض.

في النهاية، فلا نريد أن نقلقكِ عزيزتي، فتسمم الحمل حالة يمكن إدارتها وعلاجها دون أن يؤثر في صحتك وصحة جنينك، ولكن من المهم أن تكوني على دراية بكل أعراض تسمم الحمل وفي حال مواجهتك لأي منها لا تترددي في استشارة الطبيب فورًا حتى يمكنكِ تجنب حدوث أي مضاعفات وعلاج الحالة في وقتٍ مبكر.

هل تسمم الحمل يسبب الوفاة؟

نعم، إذا لم يُعالج تسمم الحمل بشكل صحيح، يمكن أن يكون له تأثير خطير في صحة الأم والجنين وقد يؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة، وإذا لاحظت الأم أعراضًا مثل ارتفاع ضغط الدم، وتورم مفرط في اليدين والقدمين، وصداع شديد، ورؤية مشوشة، وألم في الجهة العلوية اليمنى من البطن، فيجب عليها الاتصال بالطبيب على الفور. العناية الطبية السريعة والمناسبة قد تنقذ الأم والجنين.

هل تسمم الحمل يسبب الإجهاض؟

نعم، يمكن أن يسبب تسمم الحمل الإجهاض في بعض الحالات، فقد يؤدي إلى مشكلات خطيرة في تدفق الدم إلى الجنين والرحم، ما يعرض صحة الجنين للخطر، وإذا لم يُعالج تسمم الحمل بشكل فعال، فإنه يمكن أن يؤدي إلى تدهور صحة الجنين والرحم، وقد يصل إلى حدوث انقطاع الأكسجين عن الجنين، ما يزيد من احتمالية الإجهاض. لذا، من المهم مراجعة الطبيب فوراً إذا كانت هناك أي علامات أو أعراض تشير إلى تسمم الحمل لمنع حدوث الإجهاض وللحفاظ على صحة الأم والجنين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top